(قصة ديقو (الجزء الاول
كانت تتمشي في أرصفة حارة "كليرفيو" مثقلة القلب والتفكير..حتى أنها لم تكن تشعر بخطواتها وبقدميها اللذين أعياهما المشي
الطويل ...احساسها كان ,كعادته هذه الأيام, طائراً مع مخها, يصول ويجول..حتى تعب أكثر من رجليها!!
لطالما ...لطالما آمنت واعتقدت ان انتظارها الطويل كل تلك السنين كان سيأتي بثماره,. لطالما..لطالما ربطت تلك الثمار ( التي ما كانت غير حياة سهلة مفرففشة, ومصاري عالبلاش, بعدين جواز اجنبي) بقبولها وطلوع اسمها في قائمة المحظوظين تلك الذين تقبلهم الامم المتحدة كل سنة.
كانت تَدعي ليل نهار بأن تكون من المحظوظين, لعشر سنين لم تُغيّر دعائها ولا حظَها تغير...كان اليأس يباغتها بعض الأحيان..فتفكر بسلك اسرع السبل الى بلاد ما وراء المحيط الى القارة العجوز..ثم تستدرك و تستذكر ما سُرد عليها من قصص مُهولة مفجعة تقشعر لها الأبدان وتٌشيب الطفل الرضيع , حصلت و تحصل للبنات في أعمارها, ثم تسغقر.. وترجع الى دعائها المعتاد .
.... كانت تشهد أحلى سنوات عمرها تمر أمامها في قطار الوقت اللعين في انتظار وعد مجهول سقيم.
..وعدٍ استلهمتهُ من دعائها المتواصل حتى أيقنت و آمنت به.
كانت تعِدٌ نفسها بداية كل سنة أنها ستكون الأخيرة في انتظار القادم المجهول , وفي نهايتها تُجدد البيعة كجندي مأمور اعتاد الانسياق الى الاوامر, رغبتها بالهجرة كانت أقوى من اي ساعة بيولوجية تأبى الوقوف ولو لثانية, ونفسها الهائمة الضائعة التي لا نفسية لها على الدراسة ولا الزواج كانت ضحية الرغبة ولُئم الوقت السخيف
تعلمت كيف تخدِّر نفسها تلك مرةً بتصوير حُلمها في مخيّلتها على انه اصبح حقيقة, فتعيش في مخيلتها لأيام متواصلات تفقدُ فيهن الاحساس بالواقع.. وتارةً بالثرثرة مع نسوة كانوا يوما مثلها واليوم يبخلون عليها حتى بالاتصال ..واحياناً بمشاهدة الافلام التركية التي لا تزيدها الى اكتئاباَ وعناداً على مصيرها!.لا تلبث أن تعيدها ابإنجراف أقوى الى عالمها المثالي الخاصا لتي صنعته في راسها من طين قناعتها بقدوم الوعد المجهول ....عالم ديقو الصغيرة التي ما عادت صغيرة...
No comments:
Post a Comment